تناول كل من الباحث محمد بن حمو والدكتورة كريمة محاوي، في منجز جديد موسوم بـ ” المسائل اللغوية في المجالس الأدبية”، مجموعة مجالس من عصور مختلفة، يضع من خلالها معارف أكاديمية مهمة ومعرف تاريخية للقارئ.
صدر مؤلف جديد، عن دار خيال للنشر والتوزيع، وهو عبارة عن منجز قدمه الباحث الدكتور محمد بن حمو والدكتورة كريمة محاوي، يحمل عنوان “المسائل اللغوية في المجالس الأدبية”.
وجاء في تقديم للكتاب، أن مجالس العلماء والخلفاء إحدى الوسائل التي اعتمدها الأسلاف في التعلّم والتعليم والترفيه والمسامرة، فانتشرت واشتهرت، وأكثرها شهرة مجالس هارون الرشيد الذي جمع في مجالسه خيرة العلماء وفحول الشعراء وأفضل الأدباء.
وكان الغرض منها المنافسة والتعليم والترفيه، وكانت المادة اللغوية حاضرة بقوة في هذه المجالس، حيث يُطرح فيها أشكال من مسائل نحوية وصرفية وفقهية، فيتبارى العلماء في تفسيرها وحلِّها.
وما لفت انتباه الباحثين، هو الفائدة الكبيرة التي قدمتها المجالس الأدبية في ذلك الزمان، والمكانة المرموقة التي تبوأتها في المجتمع، فعمدوا إلى تسليط الضوء على المسائل اللغوية التي طرحت في عدد منها، في محاولة لكشف طرائق التعلّم التي اعتمدها العلماء وأساليبهم في مناقشة المسائل وتحليلها.
وتبين من خلال تسليط الضوء على المسائل اللغوية في المجالس الأدبية، هو المسائل الأخلاقَ العاليةَ التي تحلّى بها هؤلاء العلماء، والذكاء في معالجة الإشكاليات والتواضع في التعامل، وحتى المشاحنات والمنافسات فيما بينهم وكيف كان يذَكِّيها الناس سواءً كانوا رواد مجالس أو أصحابَها رغبة منهم في المفاضلة فيما بينهم.
وفي هذا المنجز قدّم الباحث محمد بن حمو، وكريمة محاوي جهدا معتبرا في دراسة مجموعة مجالس من عصور مختلفة وسبق ذلك التعريف بالمجلس وأهميته وجملة من المقاربات التي تُعنى به، مما يضع القارئ أمام معارف أكاديمية مهمة ومعارف تاريخية مشوّقة وثرية.