أجمع مشاركون في الملتقى الدولي الرابع حول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بجامعة برج بوعريريج، على أن العلامة استطاع “مواجهة المشروع الفكري الاستعماري الذي كان يهدف إلى إفراغ الشخصية الوطنية من ثقافتها و اختطافها من تاريخها”.
قال لطفي عبد الله بوصفية رئيس الملتقى الموسوم بـ “الثقافة الوطنية وتقويض الخطاب الكولونيالي.. المنطلقات والنتائج”، إن “الاحتلال الفرنسي للجزائر كان مشروع هيمنة واستعمل لتبرير سلطانه وإحكام سيطرته على خطاب مزيف. بهدف أن تستسلم تلك الشعوب لقوته. ومنه تحويل سكان تلك البلدان إلى شعوب يستعبدها ومواد أولية ينهبها تحت شعار تمدين الفضاءات الفارغة حضاريا وثقافيا وهو ما تصدى له الشيخ الإبراهيمي (1889-1965) بإبراز عناصر الهوية الوطنية الجزائرية”.
وأضاف بوصفية بأن “الخطابات التي كان يروج لها الاستعمار مألوفة بالنسبة للاحتلال الغربي بصوره المختلفة حيث حاولت وسائل إعلامية ولا زالت تحاول تقديم صور مختلفة إلى يومنا هذا عن الواقع في الجزائر بصفة خاصة أو عن العالم العربي والإسلامي ودول العالم الثالث بصفة عامة. لكن تلك محاولات التزييف اصطدمت بمقاومات قوية منذ الوهلة الأولى من قبل الجزائريين وفي مقدمتهم الشيخ البشير الإبراهيمي”.
من جهته، أوضح مدير جامعة برج بوعريريج، بوعزة بوضرساية، أن “الرجل الثاني في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حمل على عاتقه المسؤولية السياسية والثقافية لمواجهة الاستعمار بكل المعاني بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس من خلال المواجهة الفكرية للمستعمر من أجل بناء مشروع المقاومة من خلال خطاب سياسي يعبر عن مشروعية الاستقلال واستعادة الأمة الجزائرية لمسارها وسيرورتها التي سعى الاحتلال إلى طمسها”.
بدوره، أبرز رئيس اللجنة العلمية للملتقى أبو بكر صبري، دور الشيخ البشير الإبراهيمي، كيف كان مقاوما في خطابه ومرشدا للنشء، وكان يسعى دائما لمحاربة الأفكار غير الوطنية ومجابهة الفكر الاستعماري.
للإشارة، تتواصل اليوم فعاليات الملتقى الدولي الذي تحتضنه قاعة المحاضرات الكبرى عبد الحميد بن هدوقة، والذي عرف هذه السنة حضور ثلة من الأساتذة الجامعيين من داخل و خارج الجزائر، كمصر و الكويت و عمان و بريطانيا و تونس..