تناولت الكاتبة منيرة شرقي، في مؤلف جديد، موسوم بـ “الرواية السياسية..” العلاقة بين الرواية والسياسة، على اعتبار أنها تهتم بمناقشة الأفكار السياسية دون أن تهمل خصائصها الفنية، واتخذت من مؤلفات الروائي الراحل الطاهر وطار نموذجا لها.
صدر مؤلف جديد، للأستاذة المختصة في الأدب الحديث والمعاصر منيرة شرقي، كتب جديد عن دار خيال للنشر، يحمل عنوان” الرواية السياسية.. مقاربة موضوعاتية في روايات الطاهر وطار”.
وجاء في تقديم للكتاب، أن الرواية واكبت منذ عقود الراهن السياسي، من خلال رفع الوعي وثقب الأجزاء المتكلسة منه وممارسة النقد المباشر وغير المباشر، وأكدت أنها مهمة ضرورية تضاف إلى مهمة توفير متعة السرد.
وسعى النقاد للكشف عن العلاقة بين الرواية والسياسة، وجدوا أنها طبيعية ومنطقية، لأن الطرفين “الرواية”و”السياسة” يهتمان بحياة الإنسان، حيث يعبر الروائي عن حياة الإنسان من نواح عديدة، وقد يركز على تجسيد رؤية سياسية فيكتب رواية سياسية.
والرواية السياسية حسب الكتابة، هي التي تهتم بمناقشة الأفكار السياسية دون أن تهمل خصائصها الفنية، ويتمثل دورها في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الشعب، وهذا يمكن أن يسهم في التغيير.
وتقارب الكاتبة منيرة شرقي، من خلال هذا الكتاب، الرواية السياسية وما يرتبط بها من موضوعات، متخذة من مدونة الروائي الراحل “الطاهر وطار” نموذجا للمقاربة بشكل يضيء أكثر تجربة “وطار” المختلفة، على اعتبار أنه من بين التجارب الجزائرية / العربية المُهمّة هو الطاهر وطار الذي دشن مبكرا الكتابة واعتبرها وسيلته في الدفاع عن حق الشعوب في حياة أفضل.
والجدير بالذكر، ملأ صاحب رواية ”اللاز” الطاهر وطار (1936- 2010)، الساحة الأدبية بكتاباته ونشاطه الحثيث في الصحافة وغيرها من المجالات الثقافية والسياسية، وكانت له إسهامات قيمة في النهوض بالأدب والثقافة الجزائرية من خلال “الجاحظية” التي كان نشاطها ثريا بندواتها وقراءاتها الأدبية وعروضها المختلفة إضافة إلى كونها المشجع الأول للشباب الموهوب في مجال الكتابة.
ويعد وطار من الأقلام المبدعة ولكن أيضا الثائرة وتجسد ذلك في أعماله الروائية السياسية منها والتاريخية والاجتماعية، منها عمله الأشهر “اللاز” في عام 1974.
“الزلزال” و”الحوات والقصر” و”العشق والموت في الزمن الحراشي” و”عرس بغل” و”الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” هي من أهم إبداعاته الروائية إضافة إلى “قصيدة في التذلل” التي كتبها على فراش المرض.
للإشارة، الكاتبة منيرة شرقي، أستاذة محاضرة بجامعة العربي التبسي- بولاية تبسة، مختصة في الأدب الحديث والمعاصر، والنقد الأدبي الحديث والمعاصر، مهتمة بالأدب السياسي، والتطبيقات النقدية على المتون السردية خاصة الجزائرية منها، وباحثة في مجال التعايش الحضاري في الأدب الجزائري.