توج الكاتب الليبي محمد النعاس، اليوم الأحد، بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، في دورتها الخامسة عشرة لعام 2022، عن روايته “خبز على طاولة الخال ميلاد”.
كشف شكري المبخوت، رئيس لجنة التحكيم، عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة والصادرة عن رشم للنشر والتوزيع، اليوم، خلال فعالية نظمت في أبوظبي، والتي حصل محمد النعّاس بموجبها على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، وضمان تمويل ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إضافة إلى فرصة الترويج لروايته عالميا وتحقيق زيادة في مبيعاتها.
وصرح المبخوت: “لقد قامت الرواية المتوّجة على استعادة تجربة شخصيّة في ضرب من الاعترافات التي نظّم السرد المتقن المشوّق فوضى تفاصيلها ليقدّم نقداً دقيقاً عميقاً للتصوّرات السائدة عن الرجولة والأنوثة وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة وتأثيرهما النفسي والاجتماعيّ. إنّها رواية تقع في صلب التساؤلات الثقافيّة الكونيّة حول قضايا الجندر لكنّها منغرسة، في آن واحد، في بيئتها المحلّيّة والعربيّة بعيداً عن التناول الإيديولوجيّ المسيء لنسبيّة الرواية وحواريّتها”.
للإشارة. تدور أحداث “خبز على طاولة الخال ميلاد” في ليبيا، في مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت. ويظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله.
وتعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم “الجندر” وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة.
ومحمد النعّاس قاص وكاتب صحفي ليبي من مواليد عام 1991، حصل على شهادة “بكالوريوس” الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، عام 2014،.
وصدر له “دم أزرق” (مجموعة قصصية) في عام 2020. “خبز على طاولة الخال ميلاد” (2021) هي روايته الأولى وكتبها في ستة أشهر أثناء فترة الحجر الصحي، عندما كان مقيماً في مدينة طرابلس الليبية.
ويعتبر النعّاس – وعمره 31 عاماً – ثاني أصغر كاتب فاز بالجائزة في تاريخها وأول كاتب ليبي.