أجمع مختصون في الندوة الفكرية التي نظمها منتدى النخبة والكفاءات الوطنية بقاعة مجمع المخابر بجامعة المدية تحت عنوان “دور النخب الإعلامية في تحقيق الأمن الثقافي في ضوء الإعلام الجديد” على أن الأمن الثقافي جزء من الأمن القومي.
أوضح متدخلون في الندوة، أن النخب الثقافية والإعلامية، تلعب دورا مهما في صناعة محتوى ثقافي يتماشى مع ثوابت الأمة وثقافتها الوطنية ونشرها.
وقال مؤطر الندوة الشاذلي سعدودي، إن الهدف من الندوة هو التنويه بدور وسائل الإعلام المختلفة والنخب الإعلامية في المحافظة على الثقافة الوطنية وترسيخها عبر الأجيال ونشر كل ما هو جميل من ثقافة الأمة.
وأشار إلى أن “الإعلامي اليوم ليس مجرد ناقل للخبر بل نجده محللا وموجها وناقدا في مختلف مجالات تخصصه”.
وقال: إن “المهمة الملقاة على عاتق الصحفي اليوم ثقيلة جدا فهو مجسد حقيقي لثقافة الأمانة أخلاقيا وناشر لثقافة الإيجابية، فكما نتحدث كثيرا عن الأمن القومي، والأمن المائي، والأمن، الغذائي والأمن الصحي… وغير ذلك، ولا يجب أن نغفل عن الأمن الثقافي فالمجتمع بحاجة إلى ثقافة أخلاقية وثقافة غذائية وثقافة صحية وثقافة اجتماعية… لنحقق أمنا ثقافيا في المجتمع”.
وتضمنت الندوة عديد المداخلات ألقاها أكاديميون وإعلاميون، وأشرف على إدارتها عبد القادر قرمزلي أستاذ الإنجليزية بجامعة المدية، وقدّم إشكالية الندوة التي دارت حول دور النخب الإعلامية في صناعة المحتوى الثقافي، وكيف يجب أن يكون تأثيره إيجابيا في مجتمعه وثقافته الوطنية عموما.
وتناول الشاذلي سعدودي أستاذ اللغة العربية بجامعة المدية في مداخلته مفهوم الأمن الثقافي ركز فيها على ضرورة الانتقال إلى صناعة الفعل الثقافي المنسجم مع الموروث الحضاري للأمة، كما تطرق الإعلامي إبراهيم الخليل كربال رئيس تحرير قسم الأخبار بالتلفزيون الجزائري إلى إشكاليات التثاقف في المحتوى الإخباري والإعلامي للخدمة العمومية للتلفزيون الجزائري.
ومن جهته ألقى مدير مخبر الاتصال السياسي والاجتماعي في الجزائر، بجامعة المدية الدكتور أحمد شريف بسام مداخلة بعنوان النخب الإعلامية في الجزائر” قراءة في الدور والمكانة”.
وخلصت الندوة إلى جملة من التوصيات منها، فتح قنوات موضوعاتية تعنى بالثقافة الوطنية تمارس دورا في الدفاع عن الهوية الوطنية وتخدم مفهوم الأمن القومي، على غرار قناة الذاكرة وقناة القرآن الكريم في المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، تعزيز البرامج الثقافية التي تهتم بالموروث الثقافي والحضاري للأمة في متخلف الوسائل الإعلامية، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بظروف النخب الإعلامية المادية والمعنوية حتى تضمن استقلالية الإعلامي وحيادته في نقل الأخبار، والاهتمام بعنصر تكوين الإطارات الإعلامية سواء على مستوى التكوين في الجامعة أو أثناء الممارسة المهنية والوظيفة الإعلامية..