سجلت الساحة الثقافية المحلية، تزامنا وليالي رمضان، ميلاد أعمال سينمائية بإنتاج محلي، ليتعزز بها المشهد الفني بالجنوب، ويعلن عن ميلاد فنانين شباب ومنتجين ومصورين من عاصمة الأهقار وعاصمة التديكلت، أبانوا عن قدرات معتبرة في مجال التمثيل والإخراج.
صنعت الأعمال السينمائية “جنان أمغار” و “الهاجس” الفرجة، لدى عشاق الفن السابع طيلة ليالي رمضان الكريم، من رواد ومتتبعي منصات التواصل الاجتماعي، محققة بذلك عدد معتبر من المشاهدات، واستقطبت بذلك متتبعي وهواة الفكاهة والكوميديا والأعمال الاجتماعية الهادفة، من مختلف ولايات الوطن.
“جنان أمغار” سلسلة لمعالجة قضايا اجتماعية بالفكاهة
تدور أحداث سلسلة “جنان أمغار” حسب ما صرح به لـ “فواصل” المخرج طاهر توكي في بستان “آمغار” الذي ورثه عن جده، فأصبح حياته والفضاء المكاني الذي يقضي به كل يومه.
وتتناوب شخصيات السلسة بالظهور لتضع “أمغار” ذو الستين سنة في اختبارات تمتحن صبره وجلده ودهائه وسعة حيلته، فهل سينجح هذا الأخير في الثبات والتمسك بالمكان، الذي تولد فيه الصراعات وتحل الأزمات وفيه يقف الزمن ليسترد أنفاسه ثم يعطي للمتغيرين فيه إشارة البدء من جديد حتى تعود الحياة لتدفقها،ليبقى “آمغار” الثابت الوحيد في المعادلة والراسخ في المكان، مؤكدا بذلك مقولة “ما يبقى فالواد إلا حجارو”.
والعمل الاجتماعي الفكاهي الذي يتواصل العمل عليه ليصل لحلقته الـ 5، من تأليف وسيناريو الكاتب المسرحي عبد الهادي دحدوح، الذي أكد لـ “فواصل” أن العمل فرصة لإيصال رسالة خلال كل حلقة يتم من خلالها محاولة معالجة قضية اجتماعية لإيصال رسالة بضرورة إعادة التواصل بين المواطن أو الفلاح والإدارة للقضاء على البيروقراطية، والحد من الآفات الاجتماعية وغيرها من القضايا الاجتماعية.
وفي سياق أخر، أكد مخرج العمل طاهر توكي أن السلسلة تعد فرصة لإبراز ما تزخر به المنطقة من عادات وتقاليد، الأمر الذي يتطلب حسبه مد يد العون من القائمين على الثقافة في الوطن ولما لا منح مساحة للأعمال المنتجة محليا في القنوات العمومية والخاصة، وفتح المجال أمام الأفكار الإبداعية لمحبي إنتاج الفن السابع بالجنوب.
“الهاجس” تأكيد على الجدية في المعاملات
وتدور أحدث فيلم “الهاجس” سيناريو وإخراج بن عيسى عبد الدائم على مدار 25دقيقة، لمعالجة 03 أحداث كلها هواجس عصرية تتمشى مع الوقت الذي نحن فيه.
بدءا من الجائحة التي عصفت بالعالمكوفيد19، وعن اللامبالاة بالمرض وعدم اخذ أسباب الوقاية منها، لتنتقل أطوار الفيلم القصير وتسلط الضوء عن سائق سيارة أجرة يتعامل فقط مع صفوة القوم وكيف يتعرض للاحتيال من طرف مجموعة من الأصدقاء وطفل يعطي هاتفه لشباب لا يعرفهم، ليتحدث في الأخير عن آفة السرقة كل هذا جملة في فكرة واحدة أطلقنا عليها اسم “الهاجس” يقول المخرج عبد الدائم بن عيسى.
ليضيف المتحدث أنه أراد من خلال العمل السينمائي، إيصال عدة رسائل اجتماعية مفادها يجب على الناس الحيطة والحذر في مختلف تعاملاتنا اليومية، الأمر الذي جعل الجمهور الكبير الذي تفاعل مع العرض الأول تزامنا مع أحياء ليالي رمضان.
وكانت طبيعة الفيلم درامي إلى حد بعيد مع وجود مشهد اكشن وحيد، أبدع من خلاله مجموعة من الممثلين المحلين في تجسيد شخصيات الفيلم.