قال رئيس قسم العقيدة والدعوة بجامعة قطر، وأستاذ سابق ونائب مدير بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة عبد القادر بخوش، إن مصطلح مقارنة الأديان له أصل في الفكر العربي الإسلامي، وهذا بشهادة مفكرين غربيين طوروا هذا المنهج.
قدم ضيف العدد الثالث من ندوات المنتدى الفكر الثقافي الإسلامي رئيس قسم العقيدة والدعوة بجامعة قطر، عبد القادر بخوش، مداخلة بعنوان: “الأديان والتعايش: نحو تأصيل علم مقارنة الأديان في الثقافة الإسلامية”، تناول فيها مفهوم مصطلح مقارنة الأديان.
وأوضح بخوش، انه بعد بروز الحاجة إلى تمييز هذا العلم عن العلوم اللاهوتية العامة من جهة، وسعيه إلى مقارنة الظواهر الدينية المختلفة فيما بينها من جهة أخرى، كان لابد من الوقوف عند أصل ومنبع علم مقارنة الأديان، ومعرفة دوره وأهميته ووظيفته التي تخدم قضية حوار التعايش خاصة حوار الحضارات .
وأضاف المتحدث، أنه ليس هناك قضية مثارة للاهتمام، تستدعي دراسة موسعة على جميع الأصعدة، اختلط فيها السياسي ورجل الدين، إلا وهي مسألة التعايش والحوار.
وأكد أنه من خلال هذه النقطة الحساسة الجامعة لمختلف الأفكار يمكن حل قضايا شائكة تطرحها الحاجة المستمرة إلى الالتفاف حول ما يمس كرامة الإنسان وحرية المعتقد وغيرها من المسائل التي تستدعي الرأي والرأي الآخر.
وفي وظيفة مقارنة الأديان وفي أثره البارز في التعايش بين الأديان وما نتج عنه من خلال البحث عن هذا العلم ودوره في التعايش، قال المتحدث:” ثبت بأن أهميته وأصالته موجودة ومتجذرة في الثقافة العربية الإسلامية، والدليل للمؤلفات الغربية التي اعترفت بذلك أمثال ماكس ميلر وغيره”.
وأضاف بخوش، أن علاقة الفكر الديني بالثقافة علاقة واسعة جدا، واعتبرها عديد الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الغربيين والمسلمين بأن أقدم فطرة في الإنسان هي فطرة التدين، وعليه كان لابد من التسليم بثقافة التدين، مع الرجوع إلى النظرة العميقة إلى هذا الأخير الذي كيف يمكنه في نفس الوقت أن يكون هو مصدر أو سبب الأزمة التاريخية وسبب التصادم، وكيف سيكون عنصر التعايش بين المجتمع والحضارات.
واختتم ضيف منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، برفع جملة من التوصيات إلى الجهات الوصية، وحث جموع الباحثين وطلبة العلم إلى ضرورة الاهتمام بعلم مقارنة الأديان، الذي ينهل من أصول مهمة في الفكر، وهذا نسبة إلى مصدره وهو القرآن الكريم، وسيرة النبي صلى الله عليه التي تحوي عشرات المواقف التي جمعت بين رسول الأمة الإسلامية وبين شخصيات غير مسلمة سجلتها صفحات السيرة العطرة، خاصة مصادر وثقتها الكتب المقدسة الأخرى .