صدر حديثاُ للكاتب والمخرج المسرحي إدريس بن حديد عن “دار خيال للنشر” رواية جديدة بعنوان “إيكاروس”، أبحر فيها الكاتب بين ثلاثية الموت، الحرية وهزائم الاغتراب. وبلغتها الجميلة والسلسة تدفع القرّاء إلى التعرف على الصدمات والخيبات ومقدرة الإنسان على تحملها.
تطرق الكاتب في روايته “إيكاروس” من 245 صفحة من الحجم المتوسط، إلى قصة أكرم حمادي. وهو طبيب جزائري شاب من مدينة البليدة يسافر إلى مدينة ميلانو الإيطالية بعد استفادته من منحة دراسية لإكمال تخصصه الطبي.
وفي ميلانو، يخضع الشاب الجزائري للإشراف تحت طبيبة جميلة تدعى “إيلينا”. فيقعان في حب بعضهما رغم التجارب المريرة وقصص الحب الفاشلة التي مرّا بها.
وقصة الحب في “إيكاروس” لم تمر بسلام، حيث تنتقل الرواية بالقرّاء إلى فصل جديد وتعقيدات شخصية نجح الكاتب إلى حد كبير في نسج خيوطها بإحكام. وإخراج حبكتها في قالب يدفع القارئ إلى الإبحار في الرواية و كأنها رأي العين. وفي خضم قصة الحب هذه، تدخل الطبيبة المقيمة “ساندرا” في أحداث الرواية. والتي تسعى جاهدةً للإيقاع بالشاب الجزائري في حبائلها والإيقاع بين الحبيبين.
ورواية “إيكاروس” جسّدت بكل جموح ثالوث الموت، الحرية والاغتراب في زمن كورونا في موجتها الأولى. ونجح الكاتب في إخراجها بطريقة سردية مترابطة الأحداث تضم بين دفّتيها كماً هائلاً من الجنون وروائح الفقد والفراق بين البليدة وميلانو.
ورواية “إيكاروس” إنتاج أدبي يستحق القراءة، تصور العواطف والعلاقات البشرية بين القلب، والعقل المخزّن للخيبات والذكريات السيئة، تستذكر بحزن تجربة إيلينا مع خوان، وأكرم مع إيمان، و بين خوان و إيمان، تحذيرات القلب و أزمة كورونا و جداراً صلباً بين الحبيبين مثقلاً إياهما بهزائم الاغتراب النفسي.