احتضن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، سهرة الثلاثاء، عرض مونودراما “كميشة” يسرد اليوميات الصعبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، عزمهم على تجاوز الإعاقة الجسدية.
تروي مسرحية “كميشة” التي أخرجها توفيق مزغاش والمقتبسة عن نص لموباني منصور ويوسف عنصر على مدار 60 دقيقة معاناة امرأة شابة تعيش حياة الرتابة ملئها الأشغال المنزلية غير العادية التي تكلفها بها والدتها رغم إعاقتها.
وتسرد كميشة التي أدت دورها الممثلة نسيبة عطوط التي تعاني أيضا من إعاقة جسدية، على خشبة المسرح حياتها اليومية الروتينية بين التنظيف في المنزل ودراستها الجامعية التي عرقلتها الذهنيات الضيقة لوالديها ونظرات المجتمع السلبية.
ورفعت كميشة التي كانت واعية بإعاقتها التي حولتها إلى قوة، التحدي في انجاز جميع الأشغال المنزلية التي كلفتها بها والدتها بنوع من القسوة والتي لا تتماشى في بعض الأحيان مع إعاقتها.
ونجحت نسيبة عطوط التي تمكنت من المزج بين الفكاهة والسخرية في تقديم عرض خاص بشخصها من خلال مشاهد حقيقية مثل دراستها بالجامعة، التحدي الآخر الذي استطاعت كميشة رفعه رغم إعاقتها الحركية.
وزاد التحاقها بالجامعة على متن حافلة غير مكيفة للأشخاص المعاقين و دراستها بقاعة توجد في الطابق الثاني يوميات كميشة تعقيدا.
وساهم المخرج باختياره ديكورا بسيطا يتكون من كرسي و بعض الأواني المنزلية بإبراز إبداع الممثلة وطاقتها وفنها سواء بالحركة أو بالكلام.
وصرحت الممثلة كميشة أن”العرض يكتسي قيمة فنية عالية لأنه يبرز معنى حقيقي وكذا الأحاسيس الصادقة لأن الشخصية المجسدة هي فعلا شخص معاق”.
للإشارة، مونودراما “كميشة” من إنتاج تعاونية فنون و ثقافة لمدينة سطيف يقدم في إطار برنامج النشاط الفني للمسرح الوطني الجزائري الخاص بشهر رمضان الذي يستمر إلى 27 أفريل المقبل.