كانت في السابق كتب الخيال العلمي والميتافيزيقيا التي تحكي عن الجان والاستحضار والعوالم السفلية، تستهوي كل سنة فئة معينة من القراء اليافعين والشباب، وتحتل بعد الكتاب الديني المرتبة الثانية من حيث الاهتمام والإقبال والمبيعات.
هذه الكتب تعرضها بعض دور النشر المشرقية وتروج لها مقدما لمدة أسابيع على صفحات التواصل الاجتماعي، لتعرف أجنحتها إقبالا كبيرا طيلة أيام المعرض.
لكن يبدو أن اهتمام اليافعين والشباب تحول خلال هذه الطبعة إلى اقتناء الإصدارات باللغة الانجليزية، وخاصة الروايات العالمية التي حولت إلى أقلام ومسلسلات لاقت نجاحا واسع النطاق، حيث الإقبال هذه المرة كان قويا على الإصدارات الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء، وهو ما تترجمه طوابير الانتظار أمام الأجنحة المختصة في هذا النوع من الكتب.
والملفت للنظر أن زوار هذا النجاح، غالبا ما يتحدثون باللغة الانجليزية وبطلاقة جدا، كما يظهر أنهم يطلعون على الكثير من العناوين ومسلمين بالعديد من الأدباء والكتاب الغربيين.
وهنا نتوسم خيرا في الأجيال الصاعدة التي أصبحت تسير وفق الإرادة السياسية للبلاد، والرامية إلى الانفتاح على لغات أخرى غير اللغة الفرنسية، والسعي إلى تعلمها وإتقانها واستعمالها في الحياة اليومية.
إنها بوادر التغيير الصحيحة، التي توحي فعلا بإمكانية شباب الجزائر في رفع التحديات وكسب الرهانات..