ناقش أدباء وأساتذة مختصون، مكامن التجربة الشعرية المعاصرة عند الشاعر سَعد مرَدَّف الجزائري، الذي برز نتاجه الشعري ضمن دواوين عديدة، شملت قصائد ذاع صيتها إقليميا وعربيا.
بحث مشاركون في الملتقى الوطني الأوّل حول التجربة الشعرية عند الشاعر “سَعد مرَدَّف الجزائري”. اليوم الاثنين بجامعة الوادي. أسلوب الشاعر المتميز بتشكيل نصوص شعرية متنوعة ومدى مواكبتها للأحداث المختلفة.
وتضمنت التظاهرة الأدبية في يومها الأول جلسات علمية، وورشات لمشاركات طلبة الدكتوراه. في حين برمج المنظمون في اليوم الثاني جلستين افتراضيتين للمشاركين من خارج الجامعة عبر تطبيق “الزوم”. وثلاث ورشات دكتورالية.
وفي هذا الصدد قال رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى البروفيسور قويدر قيطون لـ “فواصل”، بأن التجربة الحياتية للشاعر وطبيعتها يتأسس بنيانها الشعري ويقام هيكلها العام استنادا إلى تجربته النَّفسية وانفعالاته العاطفية. وهي بذلك تغذي الدلالات المكونة للنصوص الشعرية، وتُضفي عليها طابعًا نفسيًّا مميزا.
وتشكل العوامل المختلفة للتجربة الشعرية وتفاعلها فيما بينها، حسب قيطون، قدرة متميزة التعبير عن حقائق في شكل قصيدة. يحاول الشاعر من خلال لغتها وصورها الشعرية وإيقاعها التعبير عن حقيقة هذه التجربة وجوهرها. حيث تحمل قيما مختلفة عدة نفسية واجتماعية وأخلاقية وغيرها من القيم. وتتجلى هذه القيم من خلال اللغة الشعرية التي تكشف عن جوهرها وأهميتها من خلال نشاطها الجمالي لغة وصورة وإيقاعا ورؤيا.
والتجربة الشعرية كما أضاف البروفيسور “تكتمل بتفاعل مكوناتها اللغوية وصورها الفنية مع أسلوب الشاعر المتميز لتشكيل نص شعري تتجلى فيه تجربته ورؤيته وإمكاناته الشعرية، والشاعر سَعْد مرَدَّف من ضمن هؤلاء الشعراء الذين جسدوا تجاربهم من خلال ما قدمه من نصوص شعرية متميزة. حيث برز نتاجه الشعري ضمن دواوين عدة تشمل قصائد متنوعة ذاع صيتُها إقليميا وعربيا، كما تناولت قصائده ما يجري في نفس الشاعر من آمال وآلام تعبر عن واقع وحالة راهنة، فكانت قصائده مواكبة لتطورات هذا العصر وأحداثه المتسارعة والمتنوعة، ومعبرة عن الأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي برمته”.
ويسلط الملتقى الضوء – حسب رئيس اللجنة العلمية- على التجربة الشعرية الثرية للشاعر “سَعد مرَدَّف الجزائري”، كتجربة معاصرة ورائدة في مجالها، التي زادت عن ثلاثين سنة وتجلت في العديد من المنجزات ذات المواضيع المختلفة، من خلال تشريح أعماله وفق مناهج النقد والقراءة لغة وصورة وفنا وموسيقى.
وأشار المتحدث ذاته، أن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسة دراسات أطلقها مخبر بحوث في الأدب الجزائري ونقده المتناولة لأعمال أدباء جزائريين بالدراسة والتمحيص والجمع، وكانت أعمال الكاتبة زهور ونيسي أولى بواكيرها، بهدف التعرف على حياة الأدباء الجزائريين ومنجزاتهم الإبداعية والنقدية، لأنها رحلة استغرقت تحولات المجتمع وأزمات الإنسان المعاصر.
وعرفت فعاليات التظاهرة عرض لأعمال الشاعر سعد مردف وبيع بالتوقيع لآخر منجزاته الإبداعية، بالإضافة إلى إحياء أصبوحة شعرية بالتنسيق مع بيت الشعر الجزائري، يحضرها مجموعة من شعراء المنطقة.
للإشارة نُظّم هذا الملتقى الوطني من طرف مخبر بحوث في الأدب الجزائري ونقده بالتنسيق مع قسم اللغة والأدب العربي بجامعة الشهيد حمه لخضر.