قال الروائي واسيني الأعرج، إن الكتابة الروائية أكثر تأثيرا من الكتب التاريخية، وأرجع سبب ذلك أن الكتب تمنح القرّاء المادة والمحتوى باردا، أما الرواية تمنح القارئ المادة التاريخية داخل نظام عاطفي وإنساني.
أوضح الأعرج، أثناء نزوله ضيفا على برنامج “عالموعد” في قناة لبنانية، أن الكتب التاريخية ليس فيها التأثير البالغ، وتمنح القرّاء المادة مثلما حدثت، بمحتوى بارد، بينما الرواية والنص الأدبي لها تأثير أكبر بكثير من الأثر المباشر، حيث تمنح القرّاء مادة تاريخية داخل نظام عاطفي وإنساني.
وكشف الروائي، أن الكتابة الروائية تركز على الجانبين الإنساني والعاطفي، وعرض كل الشخصيات في سياقاتها وتلويناتها الإنسانية المختلفة، وهذه تجعل القارئ يتعاطف وبشكل واعٍ وحسّي مع الشخصيات الأساسية، إضافة إلى احتواء الكتابة الروائية على النهايات التراجيدية، وهي الأفضل والأكثر تأثيرًا في المشهد من النهايات السعيدة.
وأوضح الأعرج، أن المؤلف لا يكتب لنفسه وإنما يكتب للقرّاء، فهو يصنع جمهورا جميلا وأعداء بينهم، ووصف علاقة المؤلف بالقارئ بـ “العظيمة والمهمة” وفي كل نص سردي، يزداد أصدقاء المؤلف، وأعداؤه.
وفي سياق ذي صلة، شدّد الكاتب واسيني الأعرج، على ضرورة إبعاد الأعمال الروائية على الجانب السياسي، وأكد أنه يمكن توظيفه -الجانب السياسي- كعنصر إيضاحي فقط، كما هو الحال بالعناصر الأخرى النفسية والاجتماعية وغيرها، حتى لا تتحول الرواية إلى سياسية بالمعنى الكامل، وبرر ذلك أن الشخصيات والحبكة والتخيل في الرواية هي الأساس.