قال الناقد ناصر معماش إن أدب الطفل في الجزائر يعاني أزمة مقروئية، وأرجع سببها لغياب التأطير والمتابعة لدى هيئات تخلت عن مهمة التنشئة والتربية الهادفة.
تحدث الدكتور والناقد الأدبي ناصر معماش، في ندوة فكرية افتراضية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببومرداس. عن أزمة مقروئية لدى الطفل في الجزائر، الذي يعاني -حسبه- لامبالاة من الأسرة والمدرسة وانغماسه في عالم الألعاب الالكترونية.
ودعا الناقد في قراءته لواقع أدب الطفل في الجزائر إلى ضرورة إعادة النظر في المنظومة الثقافية والفكرية وحتى الاجتماعية والعلمية وترتيبها حتى تواكب اهتمامات الطفل في ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة. ومحاولة التقرب من اهتمامات الطفل وطرح أسئلة الراهن والمستقبل عن ماذا ينتظر منا الطفل؟ وماذا يحدث لأطفالنا اليوم ومستقبلا؟ وماذا تقدم الأسرة والمدرسة لتشجيع القراءة والمطالعة من أجل تنشئة فكرية واجتماعية سليمة؟.
وقال الباحث إنه حان الوقت لإعادة تفعيل المنظومة الثقافية والتربوية المتمثلة في المدرسة والجامعة. للمساهمة في صناعة الطفل وتنشئته بخصوصية جزائرية متفتحة على العالم الخارجي والاعتماد على التراث الأدبي المحلي الذي تزخر به الجزائر.
وانتقد ناصر معماش واقع الإنتاج الفكري والأدبي المخصص للطفل في الجزائر الذي يعاني فقرا رغم الإمكانيات والكفاءات التي قدمت إبداعات في شتى الميادين الفكرية والثقافية وعلى استعداد للمساهمة في التأسيس لهذه المنظومة الجديدة.
وطرح الأستاذ عبد الله لالي سؤالا حول كيف نجعل الطفل يقرأ وسط كل هذه الظروف الاجتماعية والمحيط الذي يعرف الكثير من الإغراءات التي تساهم في تشتيت فكره وانتباهه.
وأكد “أن فعل القراءة يبدأ من الأسرة ثم المدرسة وصولا إلى المحيط الاجتماعي والفكري. بكل ما تقدمه المراكز والمؤسسات الثقافية من هوامش لتسهيل مهمة المطالعة”. وأضاف “حتى يقرأ الطفل وسط كل هذه الإغراءات التكنولوجية يجب توفير حوافز أخرى مشجعة تقوم بها هذين المؤسستين”.