احتضنت دار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة، العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل باللغة الأمازيغية، الذي يحمل عنوان ” آراك داراك يا”، للمخرج محمد علي محجر، صباح اليوم الأربعاء.
عرفت قاعة العرض بدار الثقافة، توافد جمهور كبير، من عشاق الفن، لمشاهدة أول فيلم محلي ينتج بالأمازيغية في إطار الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، ويروي الفيلم الكثير من التفاصيل المبهجة والمؤلمة أحيانا في انسجام كبير، أبدع في وصل انتقالاتها الفنية المخرج محمد علي محجر والممثلين المشاركين الذين قدموا أدوارهم باحترافية وإتقان كبير.
وساعدت الموسيقى التصويرية للفيلم في نقل المشاهد من مرحلة إلى أخرى وبين مشاهد كوميدية ومشاهد مؤثرة بسلاسة ومنطقية، ومكنت أيضا بعض الأغاني والأهازيج المحلية من السفر بذاكرة المتفرجين إلى الماضي الجميل للقصر وعادات سكانه.
وحمل “آراك داراك يا” والتي تعني “ابنك هو ابنك” الكثير من القيم الاجتماعية والثقافية، وجاء ممجدا للعائلة والأرض والعمل والذاكرة المحلية الجماعية كذلك، ولم يغفل أي جانب من جوانب التراث المحلي المادي واللامادي لسكان قصر ورقلة والذي بدت ملامحه بارزة في كل المشاهد.
وعرض هذا العمل الفني الذي قدمته تنسيقية جمعيات القصر العتيق ورقلة “الايمنا” بنسخة مترجمة إلى العربية، عديد التفاصيل التي حكت عادات وتقاليد أهل القصر العتيق وارتباط سكانه بغابات النخيل وكيف كانت تشكل جزء مهما في حياتهم.
وفي حديثه لـ”فواصل”، قال المخرج محمد علي محجر إن فكرة تجسيد الفيلم تراوده منذ سنة 2019 وكان الغرض منها، تسليط الضوء على التراث المادي واللامادي بالمدينة القديمة والقصر العتيق خاصة، وانطلق فريق العمل حسبه في التحضير لهذا العمل الفني، منذ ثلاث سنوات وفي عدة مراحل، بدأت بكتابة السيناريو، ثم تصوير المشاهد والمونتاج.
وأشار المخرج إلى أن أكثر من 49 ممثل بين ممثل رئيسي وثانوي ومتطوعين شارك في الفيلم الذي كانت مدة عرضه حوالي 100 دقيقة، واختير له أن يكون فيلما يحاكي تفاصيل الحياة في المجتمع الورقلي والتراث الثقافي المادي واللامادي الذي يميز هذه المنطقة وسكانها عبر إحياء اللهجة المحلية الأصلية، مشيرا إلى أن اللهجة المستعملة حاليا، تعرضت للعديد من التحديثات والتغييرات بفعل دخول مصطلحات جديدة.
وعما واجهه تجسيد هذا العمل من صعوبات، قال محدثنا “كان تحديا كبيرا وكل من شارك فيه كان متطوعا، أراه لبنة أولى تحسب لولاية ورقلة ككل وآمل أن يلقى الاهتمام المرجو من الجهات المعنية وأن يكون هناك مشاريع مستقبلية أخرى لتدعيم هذا المسار بجدية”.