أكد مشاركون في الملتقى الوطني الثالث “المقار الثقافي” اليوم الأربعاء بتندوف أن الرواية الجزائرية كانت سندا قويا للثورة التحريرية المجيدة.
أجمع متدخلون في هذا الموعد الثقافي “الكائن والممكن في الرواية الجزائرية” من أساتذة جامعيين وأدباء، على أن الرواية الجزائرية كانت في مرحلة ما من تاريخنا الوطني أداة من أدوات النضال وسندا قويا للثورة التحريرية المظفرة، كما أنها شكلت مرجعا أساسيا للسينما الجزائرية في عصرها الذهبي.
وبالمناسبة ثمن المشاركون في تدخلاتهم المكاسب الكبيرة التي حققتها الرواية الجزائرية عبر حقب تاريخية مختلفة.
وألقيت مساهمات أكاديمية في هذا اللقاء، منها مداخلة الأستاذ حبيب منسي من جامعة سيدي بلعباس وعضو المجلس العلمي للغة العربية بعنوان “الصحراء في الرواية الجزائرية”، والتي أبرز فيها دافعا جعل من الصحراء موضوعا للرواية، مسلطا الضوء على كيفية اكتشاف الصحراء من خلال الكتابات السردية للشباب الجزائري، وما تحمله من تفاصيل حول الإنسان الصحراوي وعاداته وتقاليده.
وتناول المحاضر الجانب التاريخي لبعض ساكنة الصحراء من خلال القصور والنخيل والفقارة وتجارة المقايضة بين القبائل وغيرها من المواضيع التي –حسبه– لم تعالجها الرواية العربية.
وبدوره أشار الأستاذ والشاعر نور الدين مبخوتي من ولاية تلمسان في مداخلته بعنوان “الرواية الجزائرية الموجهة للطفولة بين ثنائية الغياب والحضور “، إلى بعض الإشكالات حول هذا اللون الأدبي وكذا استحضار تجليات الحضور والغياب في هذه الرواية الموجهة للبراعم.
وحاول المتدخل أن يقف عند بعض الإجابات على بعض الإشكالات والنماذج من الرواية الجزائرية المكتوبة للأطفال، مبرزا بأن هذا الملتقى يعتبر في حد ذاته ” تثمينا للمكاسب التي حققتها الرواية الجزائرية عبر مختلف الفترات التاريخية”.
وتضمن اليوم الأول من الملتقى الوطني الثالث “المقار الثقافي” (22-23 ديسمبر) الذي تحتضن فعالياته دار الثقافة عبد الحميد مهري بتندوف تقديم عديد المداخلات حول الرواية الجزائرية ومناقشات وتنشيط ورشات مختلفة وتكريم شخصية الملتقى الأديب الراحل لفضيل الكوري أصيل منطقة تندوف.
واستحسنت عائلة الأديب الراحل مبادرة التكريم التي اعتبروها إثراء للمشهد الثقافي التندوفي ومحطة لتكريم الثقافة والمثقفين، خاصة منهم المهتمون بالأدب الجزائري، مثلما أوضح أحد أفراد عائلة الفقيد.
للإشارة، خلف لفضيل الكوري عديد من الأعمال الثقافية التي تظل شاهدا على عطاءه في إثراء الثقافة والرصيد الأدبي في الجزائر.
ومن بين ذلك الإنتاج الأدبي للأديب الراحل الكوري مجموعات قصصية بعنوان “أطياف الجنة ” ومجموعة أخرى بعنوان “لحظات مسروقة “، حيث حظيت تلك الأعمال الأدبية بجوائز مختلفة، حسب مسؤولي قطاع الثقافة والفنون لولاية تندوف.