تحتضن قاعة الفكر وألا دب بدار الثقافة ببسكرة فعاليات ملتقى الخلدونية السنوي “بسكرة عبر التاريخ” والذي خصص طبعته الـ17 لموضوع العلامة عبد الرحمن بن خلدون بالجزائر وبسكرة، وينشطه عدد من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن..
أشار رئيس الجمعية، في كلمة الافتتاح إلى أهمية الملتقى الذي يندرج في سلسلة الملتقيات السنوية التي تنظمها الجمعية والهادفة، إلى نبش الماضي وإعادة تدوينه والبحث في خباياه وتقديمه للأجيال الجديدة، هذا التقليد السنوي.
وتوقف الملتقى بسبب جائحة كورونا ليعود هذه السنة، رغم شح الإمكانيات التي اضطرت الجمعية إلى التوقف عن نشر أعمل ثلاثة ملتقيات ماضية في كتابها السنوي، وهي ملتقيات خاصة بأعمال احمد رضا حوحو والمجاهد الشاذلي المكي، وأخيرا المعارك الكبرى لجيش التحرير الوطني ببسكرة وصداها في الأدب الشعبي.
وأعلن الوالي في كلمته أمام المشاركين استعداد الولاية في البحث عن طريقة للتكفل بطابعة أعمال الملتقيات المذكورة .
ويستهدف الملتقى -حسب ديباجته- تعريف الطلبة بأمجاد وعظمة تاريخ الجزائر ومنطقة الزيبان خاصة، وتأثير ابن خلدون في تاريخ الجزائر خلال إقامته بعدة حواضر جزائرية والعمل على التنقيب والتحقيق في أعمال ابن خلدون وطبع الأعمال لتكون في متناول الباحثين.
ويدوم الملتقى الذي نظم برعاية وزيرة الثقافة والفنون يومين، وفيه ثلاثة محاور :
المحور الاول: حياة ومسيرة العلامة عبد الرحمن بن خلدون واثرائه للساحة العلمية
-مرحلة النشأة والتكوين
-مؤلفاته وأثاره
-تأسيسه لعلم الاجتماع.
-المحور الثاني: وجوده بالجزائر واثره على مؤلفاته وإنجازاته.
-ببجاية –بقسمطينة – يتلمسان- بقلعة بني سلامة بتيارت – بالجزائر العاصمة.
المحور الثالث: وجوده ببسكرة ودوره في كتابة تاريخها.
-ابن خلدون وعائلة بني مزني.
-وصف ابن خلدون لبسكرة
-العلماء والصالحون الذين عاشرهم.
-بسكرة من خلال كتاب العبر.
تميزت الجلسة الأولى بتقديم محاضرة للأستاذ محمد بوشنافي من جامعة سيدي بلعباس بعنوان الأوضاع السياسية والاقتصادية للمغرب الأوسط أثناء القرن الثامن الهجري من خلال كتابات ابن خلدون، وابرز الأحداث التي أثرت على ابن خلدون الذي أشار إليها في كتباته.
وتناولت المحاضرة الثانية للأستاذة نادية بلمزيتي من جامعة سطيف دور ابن خلدون في تأسيس علم الاجتماع والمساهمات الأولية التي قدمها في علم الاجتماع والعمران لهذا اعتبره الكثيرون مؤسسا لعلم الاجتماع،.
وللإشارة، تتواصل أشغال الملتقى على مدى يومين وستتوج بإصدار توصيات تتعلق بتثمين ما قدم من محاضرات، والبحث عن مصادر تموين لطباعتها كما جرت العادة.
وتزامن تنظيم هذا الملتقى بانطلاق فعاليات متعددة وكان اليوم حافلا بالنشاطات المتنوعة المصادفة للعطلة المدرسية، حيث انطلقت تظاهرة مسرح الطفل وبسكرة تقرأ ونشاطات تتعلق بإبداعات البراعم الصغيرة في الرسم والخاطرة والأشغال اليدوية إضافة إلى الصالون الوطني لمشتقات التمور، وهي أجواء استقطبت أعدادا كبيرة من السواح والزائرين من مختلف مناطق البلاد، الذين تعودوا زيارة عاصمة الزيبان في فصل شتاءها الدافئ.
بسكرة: عمر بن سعيد