ينتظر أن يصدر المجلس الأعلى للغة العربية، الجزء الثاني من المعجم الطوبونيمي الرقمي للجزائر الخاص بأسماء بلديات الجزائر. شهر نوفمبر المقبل، تزامنا والاحتفالات المخلدة لثورة التحرير.
كشفت فاطمة لواتي باحثة في وحدة البحث بتلمسان في مداخلتها بالملتقى الوطني حول استثمار اللسانيات الحاسوبية في صناعة المعجمات الإلكترونية، والتي كانت بعنوان: “التأسيس لمعجم طوبونيمي رقمي للأسماء البلديات بالجزائر من أجل تحقيق شهود حضاري وهوياتي”. أن المجلس الأعلى للغة العربية يعمل على إعداد الجزء الثاني المعجم الطوبونيمي الرقمي للجزائر الخاص بأسماء بلديات الجزائر. والذي سيصدر في الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة التحريرية في شهر نوفمبر المقبل.
وأشارت إلى أن هذا المشروع تطلب البحث في المصادر والمراجع التاريخية واعتماد الدراسة الميدانية بمسألة الساكنة وحتى بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن الجزء الأول من الكتاب والذي تم إصداره في الخامس من شهر جويلية. والجزء الثاني يحتويان على أكثر من 611 طوبونيما، وأشارت إلى أن هذا المعجم تم تجسيده أيضا رقميا عن طريق نظم المعلومات الجغرافية لمواكبة العصر .
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد. في مداخلته بالملتقى، إن الرهان الحالي هو تطوير اللغة العربية وجعلها لغة علمية تستجيب لآليات العصر على غرار اللغات الأممية الخمس.
أوضح صالح بلعيد، أن تنظيم الملتقى الوطني الأول حول استثمار اللسانيات الحاسوبية في صناعة المعجمات الإلكترونية، الذي شارك فيه قرابة 35 باحث من 11 جامعة، يأتي في إطار تعميم استعمال اللغة العربية في الرقمنة، وأضاف أن جمع التطبيقات والمنجزات التي تفيد المجلس في مشروع الرقمنة والمكتبة الرقمية والمشاريع الكبرى، أمر ضروري باعتبارها منظومات تتطور في كل دقيقة.
وأكد صالح بلعيد في مداخلته على أهمية صناعة المعجم الإلكتروني الذي تفتقر إليه العربية في عصرنا الحالي. ودعا إلى ضرورة مواصلة مسار البحث.
وأشار بلعيد إلى وجود تقصير في صناعة المعاجم الإلكترونية العربية التي تلبي حاجيات المستخدم العربي بالرغم من إتاحتها المعاجم العربية على الأقراص المدمجة والشابكة.
وتحدث رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، عن العدة العلمية لصناعة معجم عربي يستجيب لمواصفات التقانة الحديثة. ويحقق المزايا المطلوبة في ميدان الانتقال من المعجم الورقي إلى المعجم التقاني، كضرورة تنويع طرائق البحث عن المعلومة. والبحث عن محرك بحث واسع وسريع . يتيح العمل الجامع بين القديم والمعاصر..
من جهتها أشارت رئيسة اللجنة العلمية إلى أهمية اللسانيات الحاسوبية. وقالت إنها شكلت انقلابا معرفيا وفكريا وإبداعيا، وثورة على القيم الراسخة ومحاولة لقلب كل النماذج الكلاسيكية. وأكدت المتحدثة ذاتها، أن المعجمات الالكترونية كانت شاهدا على البحث المتطور للتاريخ البشري الحضاري.
وقدم مجموعة من الأساتذة الباحثين ” سيد علي العمري، وائل ناصف وطارق بوغربي من جامعة البويرة” وتحت إشراف الدكتور طه زروقي من جامعة الجلفة، خلال الملتقى، مشروع تصميم تطبيقات ذكية لأدلة المجلس وقواميسه المتخصصة.
وقال سيد علي العمري إن هذا المشروع والذي سمي ” كناشي ” عبارة عن تحويل لمعاجم الورقية أصدرها المجلس الأعلى للغة العربية، وتم وضعها في تطبيق يمكن تحميلها على الهواتف الذكية بدون انترنت من غوغل بلاي بحيث تسهل عملية البحث .