فجعت الساحة الفنية والثقافية، منذ بداية شهر جويلية، برحيل فنانين ومسرحيين وشعراء، بسبب فيروس كورونا أو أسباب أخرى.
منذ بداية 2021 عرف المشهد الثقافي والفني بالجزائر، رحيل فنانين ومسرحيين وأدباء إلى الأبد، وتأثرت الساحة برحيل من غيّبهم الموت وهم في أوج عطائهم، وكان شهر جويلية الجاري “أسودا” على الساحة الفنية التي فقدت عديد الفنانين.
رحل الممثل الكوميدي فريد قسايسية المعروف بـ “فريد الروكور” يوم 12 جويلية الجاري. وكتب الممثل الجزائري سمير عبدون المقيم بفرنسا منذ أكثر عشر سنوات، في صفحته بـ”فايسبوك”، بعد وفاة صديقه فريد قسايسية: “الفن في بلادي أصبح غلطة حياة تكلف غاليا، ضياع حقيقي للمستقبل، رداءة، سرقة مستحقات الممثلين، التهميش.. والراجل يا تهبلوه يا يحبس قلبو، يا يهاجر..”.
وأضاف سمير عبدون: “منتجين لا علاقة لهم بالفن، أشباه ممثلين لا علاقة لهم بالفن..وكي يموت الفنان الحقيقي تلقى الناس كامل تحب تبان بيه، كي كان حي مشتاق تمرة وكي مات علقولو عرجون”.
وعلقت الفنانة نضال الجزائري، في منشور لها على فايسبوك: “مشكلة الفن في الجزائر انه عقيم في غياب قانون الفنان، القطيعة حاصلة منذ الأزل بين الأجيال والساحة الفنية لوثتها الاقدام المتطفلة والأنانية سيدة الموقف. ما يقارب الواحد وعشرين سنة لم أقدم شيئا استحق عليه لقب فنانة وهذه قناعتي..”.
“معاناة الفنان”، و”التهميش الذي ما زال يعيشه”، دفع مهنيي القطاع إلى المطالبة بتعجيل تطبيق القانون الخاص بالفنان. الذي من شأنه يحدد طبيعة عمل الفنان، وعلاقاته، وأن يحفظ كرامة الفنان، ويضمن له معيشة كريمة.
وغيب الموت في الـ 8 جويلية الجاري، الشاعرة سليمى رحال، ابنة عين وسارة بالجلفة.
تركت وراءها إرثا ابداعيا مميزا، مثل “هذه المرة”،”مواجع الجسد”،”إسطنبول”،”سؤال شائك”و”أفعال” وغيرها من المؤلفات.
وتوفي الفنان الشيخ معمر الشاذلي، في الـ 7 جويلية الحالي. الذي اشتهر بأدائه للمديح والقصائد التراثية الجميلة على غرار “طالبكم ضيف الله”،” يا راسي بركا من السها”،”يا الوحداني” و”مرسول فاطمة” وغيرها من قصائد الفن الشعبي الأصيل.
المسرح الجزائري يفقد خيرة أبناءه
وفقد المسرح الجزائري، في أقل من أسبوع، خيرة أبناءه من الفنانين المسرحيين الذين وافتهم المنية متأثرين بمضاعفات فيروس “كورونا”.
وعرف المسرح الجزائري، في الأيام الأخيرة، وفاة فنانين. قدموا للمسرح أعمال جميلة، ستبقى في ذاكرة عشاقهم. بسبب إصابتهم بفيروس”كوفيد 19″.
وفقدت الساحة في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك الفنان المسرحي، إدريس شقروني، متأثرا بفيروس كورونا.
الفقيد عاصر أسماء كبار الفنانين والمخرجين. مثل كرم مطاوع، امحمد بن قطاف،عبد القادر علولة.مصطفى كاتب، في أعمال بارزة مثل “بني كلبون، شيغيفارا، باب الفتوح، يا الأخ راك متسلل، دم الأحرار، الرجل الطيب في سي تشوان، قالوا العرب قالوا، موت بائع متجول، الشهداء يعودون هذا الأسبوع والبوابون…”.
ورحل يوم الجمعة الماضية 23 جويلية الجاري، الفنان عبد المالك بوساهل عن عمر يناهز 56 سنة اثر اصابته بفيروس كورونا.
الفقيد من مواليد سنة 1965. وهو شخصية معروفة لدى مسرح الهواة ومؤسس تعاونية مسرح سطيف.
خلال مشواره، شارك الفقيد في مسرحيات مثل “الديناصروات”و”شاقس باقي”و”بارود باشا”و”الجيفة” التي شاركت في مهرجانات مصر وإيطاليا وفرنسا.
وبدأ الراحل عبد المالك بوساحل مشواره في نهاية الثمانينات، وشارك في تظاهرات خاصة بمسرح الهواة في الجزائر.
وتوفي السبت 24 جويلية، الفنان أحسن عسوس، مدير مسرح سيدي بلعباس سابقا، عن عمر ناهز 72 سنة، متأثرا بفيروس كورونا. ويعتبر الفقيد من الوجوه المسرحية الرائدة في الممارسة المسرحية الجزائرية وصاحب مسيرة فنية حافلة بداية من سبعينيات القرن الماضي. أين كان عضوا بفرقة النشاط الثقافي مع المؤلف المسرحي الكبير كاتب ياسين، حيث أحيت الفرقة الطلائعية العديد من العروض المسرحية منها “فلسطين المخدوعة”، “حرب 2000 سنة”،”سلاطين الغرب”.
وفي الإنتاج ساهم الفقيد أحسن عسوس في ميلاد مسرح “لاماليف”رفقة زوجته فضيلة عسوس .
و ركز الفقيد في مشواره المسرحي على رأس المسرح الجهوي لسيدي بلعباس على دعم التكوين، الانتاج والتوزيع وتشجيع الشباب في مجال الفن الرابع من خلال ورشات للتكوين المسرحي.