فواصل

جريدة إلكترونية متخصصة في الشأن الثقافي والفكري
تصدر عن مؤسسة الشعب.

الخميس 23 مارس 2023
  • الرئيسية
  • أسماء وأمكنة
  • فنون
  • حوارات
  • إصدارات
لاتوجد
عرض كل النتائج
فواصل
  • الرئيسية
  • أسماء وأمكنة
  • فنون
  • حوارات
  • إصدارات
فواصل
لاتوجد
عرض كل النتائج

الأدب في خطر.. تودوروف ومقاصد الأدب

فواصل - فواصل
2021-07-10
في نصوص
0
الأدب في خطر.. تودوروف ومقاصد الأدب
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

يتساءل تزيفتان تودوروف في كتابه الأخير ” الأدب في خطر La littératureenpéril ” الذي نشر ضمن مجموعة ذات طابع نقدي لاذع-عن الأسباب التي فرضت في مجتمعنا، وخاصة في المناهج الدراسية « تصورا ضيقا للأدب » بحسب تشخيص الباحث.

إن هذا التضييق للفعل الأدبي ينتهي إلى ضرب من العبث، لقد فسح التعليم اليوم مجالا واسعا للجداول النظرية بدل التفكير في النصوص والمعنى الذي يكون لها في حياتنا.

هذا الرأي يتطلب منا الوقوف إزاءه، لأنه يصدر عن مفكر تأكدت نسبته إلى البنيوية منذ السنوات الستين. ذلك التيار الذي ينتمي إلى المنعطف الشكلاني الذي عرفته الدراسات الأدبية فيما بعد.

مدركا لخطورة الموقف والاتهام بالتناقض، يعمد تودوروف إلى إدراج فكرته ضمن عود قصير لمساره الثقافي. لقد ولد في بلغاريا عام 1939 في عز النظام الشيوعي، ورغبة في التخلص من الرقابة الإيديولوجية، فقد اهتم أولا بالمظاهر الأكثر شكلية للنص الأدبي.

وعند وصوله إلى باريس لإنجاز الدكتوراه، التقى بـ “رولان بارت” “RolandBarthes” وارتبط بـ “جيرار جينات” “GérardGenette ” ومن وقتذاك تحددت نسبته إلى التيار البنيوي.

لقد ساهم -خاصة في فرنسا – بالتعريف بأعمال الشكلانيين الروس، غير أنه استمر دائما في مشروعه الأثير من أجل توضيح «فهم معاني الآثار الأدبية» (29).

عندما لاحظ أن تقنية الطرائق الجديدة تزداد فتنتها السحرية لدى مؤلفي برامج الأدب، إلى درجة تحويل التعليم الذي كان من قبل مرتكزا على الآثار الأدبية، إلى طرائق تحليلية.

فقد غدت الفرنسية في العشرينيات الأخيرة مادة – مثل الفيزياء- بدلا من استمرار مدارستها من أجل موضوعها مثل التاريخ (20).

لقد قبل المدرسون -وشكل عام- هذا التحول في مركز الاهتمام لأن من مزاياه أن يقدم  لبرامج الثانويات أهدافا مقيسة: فبفضل محتويات المواد الدقيقة فإن «المدرسين يعرفون أن عليهم تدريس”الوظائف الست لجاكوبسون” “six fonctions de Jakobson ” و”الفواعل الست لغريماس” “six actants de Greimas” و”السوائق واللواحق” “l’analepse et la prolepse” وهكذا دواليك» (22)

لكن في نهاية المطاف، فإن ضيق المجال الذي تغطيه حصة الفرنسية، أثبت فشله الذريع بحسب الناقد والمنظر: فزيادة على صرفها التلاميذ عن القراءة، فإن هذا التصور للأدب لا يستجيب لحاجاتهم الأساسية، والتي هي حسن فهم العالم وتعلم فهم ذواتهم.

يحدد تودوروف مبتدى هذا الانحراف التقنوي للبرامج في الفكرة التي تقوم اليوم مقام العقيدة بأن «الأثر الأدبي موضوع لغوي مغلق، مستقل بذاته، مطلق»(31)

فليس لأدب شيئا يعلما إياه عن العالم، وليس الأدب في النهاية غير « تمثيل للوسائل الضرورية لتحليله» (31)

فالأفكار التي يبشر بها مؤلف في أثره، ليست لها أي تبعية، ولسيت مهمة للتحليل إلا بالقدر الذي تعكس به المجال المغلق لوضع نفسي يتجلى للجمهور.

وهكذا فإن شكلية المقاربات تستبطن حتما بعدمية ملفوفة هي الأخرى في نظرة أنانية: إنها الأعمدة الثلاثة التي يرتكز عليها المفهوم المهيمن للأدب اليوم.

إن تودوروف في شغفه بتاريخ الأفكار، لا يتوقف عند هذه المعاينة، فهو يحاول ترسم لحظة انفصال الأدب عن العالم.

إننا نتذكر أن “جورج شتاينر” “George Steiner” قد طرح على نفسه نفس السؤال، وأنه أرجع إلى “ملارمي” “Mallarmé” مسؤولية « قطع الترابط بين الكلمة والعالم» “(Réellesprésences,  121).)

أما بالنسبة لتودوروف فإن المنعطف الحاسم يبدأ من منتصف القرن الثامن عشر، مع إدماج مفهوم الجمالية عند بومغارتن.

فمنذ هذه الفترة بدأنا نرى التباعد بين الأثر الأدبي والمرجع، وفرض مبدأ « الفن للفن» لدى “بودلير” “Baudelaire” ثم لدى “فلوبير” “Flaubert” . لقد حدثت القطيعة الحاسمة مع “نيتشه” “Nietzsche” وانتصار الطلائعيين في بداية القرن العشرين.

يجب أن نعترف بأن الأدواء التي تشكو منها الأدبية تأتي من بعيد، وأنها ظاهرة حضارية ليس لبرامج التعليم إلا تمثيلها.

يتساءل تودوروف في الفصلين القصيرين الأخيرين من هذا السفر الصغير، عن قدرة الأدب. واضعا إياه إزاء الفلسفة.

إن الناقد يرى القيمة الأساسية الأثر الأدبي  في كونه لا يقدم  الحقائق بطرق مباشرة ولكنه يحيطها بمجال للعب، وبسلاسة دلالية تترك للقارئ  عملا تأويليا واسعا.

فمن خلال توظيف الكلمات وظلالها، ولجوء إلى القصص، والأمثال، والحالات الخاصة، يحرك الأدب جهازنا للتأويل الرمزي، ويوقظ فينا قدرة الربط بينها، ويحدث حراكا تمتد موجات صدمه زمنا بعد اللقاء الأولي. (74).

فمنذ القدم والنصوص التي ترويها المجتمعات فيما بينها، كانت قبل كل شيء مجالا ثرا لتبادل المعرفة حول الطبيعة البشرية، وتحديات الوجود. وعديد من النصوص يمكن إرجاعها إلى ضرب من الأحجيات التي يتوجب على القارئ فكها، والتي يمكن أن تصير له شارات في لحظات حاسمة من حياته. إن قوة الأثر الأدبي تكمن  في إتاحة لقاء من الداخل بين شخصيات جديدة واكتشاف « أنماط جديدة للعيش» (76/77).

لقد كان بإمكان المنظر (تودوروف) أن يذكر هنا الصفحات التي خصصها “مارسيل بروست” “Marcel Proust ” لظاهرة القراءة، أو مرافعة “برينو بتلهايم” “BrunoBettelheim” لصالح رمزية حكايات الجنيات “contesde fées”.

ويختم تودوروف كتابه بدعوة من أجل توسيع المجال الأدبي بتشجيع النقد للخروج من “غيطو الشكلانية” “ghetto formaliste ” :«وأن لا يكون من أهداف تحليل الآثار الأدبية في المدرسة تمثل التصورات التي جاء بها هذا الألسني أو ذاك، هذا المنظر الأدبي أو ذاك.. إن مهمة التحليل في إعانتنا على الوصول إلى المعنى»(85)

باختصار يجب أن تعلو القراءة على جداول التحليل، ولأجل ذلك « يجب تشجيع القراءة بكل الوسائل» (78) وليس هناك مجال للحط من شأن روايات المغامرة كروايات “هاري بوتر” “HarryPotter” لأنه بواسطتها يبدأ الطفل أولا في تلذذ القراءة، وتلبية حاجات مخياله.

وأوسع من ذلك وفي نفس اتجاه تودوروف فإني أضيف جنسي العجائبي والخيال العلمي ليعترف بهما اعترافا أدبيا كاملا بدل تنحيتهما هامشيا. فتحت العباءات الفضفاضة اللامعة والغريبة للعجائبي، يستطيع كتاب لأدب الشباب أن يعالج أسئلة عميقة، وتثبيت انتباه قارئه لساعة طويلة ، من غير أن يرضخ لمضايقات المعايير والتعقيم الخاص بالصناعات الثقافية.

إن ثلاثية “فليب بولمان” “PhilipPullman” التي سحبت من العديد من المكتبات، والمدارس الكاثوليكية في أريكا، تشهد بالأثر التي يمكن للكتاب أن يحدثه، والمخاوف التي يثيرها لدى دعاة الفكر الواحد

تلتقي هذه المرافعة من أجل توسيع مفهوم الأدب، من زاوية أخرى مع العديد من الكتاب والنقاد، يتزايد عددهم يوما بعد يوم، والذين يتمنون أن  يستتب مفهوم «الأدب- العالم» بدل الرؤية الوطنية الضيقة للأثر الأدبي. وفي النهاية نأمل أن السفر الصغير لتودوروف يحظى بقراءة القائمين على البرامج في فرنسا والكيبيك، لأنه في مخابر الوزارات تتحدد التي سيحملها النشأ الجديد للأدب.

ترجمة: حبيب مونسي

Tzvetan Todorov, La littérature en péril, Flammarion, coll. «Café Voltaire», 2007,

 

وسوم : La littératureenpérilالأدب في خطرترجمةنقد
سابقة

ورشة تكوينية لـ 30 شابا في السينوغرافيا

موالية

فلسطين النضال والحلم في أربع تجارب نسوية فلسطينية

فواصل

فواصل

مشابهةمقالات

المساءلة النقدية لمفهوم الميتافيزيقا في فضاء اللغة عند مارتن هايدغر
رئيسي

المساءلة النقدية لمفهوم الميتافيزيقا في فضاء اللغة عند مارتن هايدغر

2023-02-25
جائزة نوبل للأدب.. نجيب محفوظ وآخرون؟
رئيسي

جائزة نوبل للأدب.. نجيب محفوظ وآخرون؟

2023-02-04
جان فرانسوا ليوتار.. نقد الفكر الشمولي
رئيسي

جان فرانسوا ليوتار.. نقد الفكر الشمولي

2023-01-07
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
فواصل

فواصل جريدة إلكترونية متخصصة في الشأن الثقافي والفكري تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • أسماء وأمكنة
  • فنون
  • حوارات
  • إصدارات
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .